الشــــــاعر في نــــظر صــــــديق
ليس لي أن ابلغ الغاية.. وأفي الشاعر حقه في سطور معدودات إذا كتبت فيه وقلت له أو عنه..وإذا كان ولابد فسأقول /
إن أحمد بوقره جدير بالحياة حقيق بان يقلد وسام الشرف الإنساني الكريم ..فهو الطفل المدلل
والتلميذ النجيب وهو الشاب النظيف النشيط وهو الأستاذ المجد والمثقف المتواضع والشاعر الذواق ...وهو قبل ذلك وبعده الإنسان الجميل ...
إن أحمد قبل إن يتهم بتعاطي الشعر والموسيقى كان مهتما جدا بالدراسة لا يقنعه في حجرات
المدارس إلا المراتب والجوائز الأولى والمجالس المقربة من الأساتذة وأولي الألباب ...هو
زكي النفس عبق الروح حنون إلى حد الخجل ومع ذلك فهو لا يقع في الوضاعة والابتذال
...يفرق جدا بين الهزل والجد غضوب في هدوء إذا تعلق الأمر بالرداءة والتخلف ...غيور على
الثقافة مقدس للعمل .
إلى جانب هذا فأحمد رجل لطيف في معاملاته مع الجميع ..دمث الخلق ..بشوش أيضا ..حريص على الأناقة..
يحترم لغة الصداقة..وهو وطني الفكرة ..إنساني الشعور ..
باحث دائما على خفايا الكون وكنوز الجمال وله في مجال الشعر ودولة الأدب مدن أخرى من
الورد والأغاني الذائبة في الخيال المبحرة في فضاء الحب وأعماق الذات ..
له قلم حاد على الرغم من ندرة سيلانه ..يستطيع أن يخرق به كهنوت الشعور واللاشعور على
حد سواء ...ثم إن في أسفاره الشاعرية نلمس كهرباء في دم الكلمات تسري وأشياء تحدث في
أعماقنا إذا نثر أو نظم أو قال..
وإن أحمد الشاعر لا يهدأ له بال إلا ذا أقام أمسية أدبية أو حمل حقيبته الصغيرة وهاجر إلى
مدن تقترف الشعر وترتكب الكلام الجميل..وكان إذا سافر فهو الصامت المتأمل عبر الزجاج في
مرايا الطبيعة الغامضة .. وهو الجريء أمام الأضواء بالفظ العربي والانجليزي وقد تخونه
الذاكرة أحيانا لكن ليس كمثله شيء في الحب والوقوف عند مواطن الروعة والصواب ..يشاكس
الأعمال الأدبية بسحر وعذوبة .. قراء جدا للمشاعر المنثورة في القصائد والقصص
والخواطر..فهو مشروع ناقد إذا واصل وحارب الصمت لديه ..وإن بين " مؤشرات الغروب
المفاجئ " و " انتفاضات الروح " كثيرا من الكلمات الدافئة والشموع الذائبة والدموع
المتحجرة .
ستقرؤون لأحمد بوقره " الحكي والهمس" وستدركون كم أنا مقصر في مقولتي هذه ...أنا الذي
لا أزال أصاحبه منذ قطرات الشباب الأولى وإلى الأبد...
سعيد عون الله
